اسمع معانا

[frame="7 80"][/frame]

الأحد، 1 أغسطس 2010

فيلم جديد


إذا افترضنا أن حياة كل منا فيلم ،يقوم فيه بدور البطولة ويختار أبطال معه وممثلين وكومبارس وموضوع الفيلم
يصنع القصة ويدير الدراما
فما موضوع فيلمك هذا ؟ ما الهدف من هذا الفيلم ؟ ومن أبطال حياتك
ففي فلمي أنا أحاول كل يوم أن أصنع الجديد وأن أتعلم من أفلام الآخرين ،وأن أقلد أفلام العظام بعض أبطال فيلمي بمرور الوقت صاروا كومبارس ،لأن دورهم لم يعد ليتناسب مع موضوع فيلمي ،وأدخلت على فيلمي أبطالاً جددًا

لكن ما زال في فيلمي ممثلون لا أعرف ماذا أصنع بهم وبأي دور يقومون، كل منهم بطل في فيلمه الخاص ولهذا شاهدت أفلامهم لأعرف ماذا سيكون دورهم في فيلمي أنا وهذا منطقي فمن أعمال الممثل السابقة نستطيع أن نكتشف فيما يبرع هذا الممثل
وهذا ما وجدته:
وجدت منهم من برع في أن يكون بطلا حقيقيا ،قاتل عيوبه عيوب غيره مرت عليه لحظات ضعف ،وقع أحيانا ....ولكنه من كل موقف يخرج أقوى من ذي قبل ....وحين تشاهد فيلمه تعرف موضوعه على الفور وقصته مثيرة فلو كنت في فيلمه فاعلم أنك ذو قيمة لأن ما من دور في الفيلم لا معنى له وما من شخص لا دور له .
ووجدت أبطالا يبرعون في أفلام الكوميديا طوال الفيلم لا يكفون عن الضحك أيا كانت الأحداث تمتلئ أفلامهم بموسيقى صاخبة وكلمات معظمها تهريج وأيا كانت الدراما التي تحدث للبطل منهم تجده يضحك ويلعب ولا أحداث جديدة في قصته وليس معه أبطال في فيلمه كل مدة يظهر لنا بطل جديد ولكن الفيلم يمتلئ بالممثلين وغالبا لا دور لهم سوى مزيد من التهريج والمرح تحسبه فيلم استعراضي من كثرة ما به من صخب ولو استضفته في فيلمك وسألته عن أحواله تجده مكتئباً حزينًا لا يجد معنى للأشياء ولا يهتم بإيجاد هدفا لفيلمه ولقد شاهدت العديد من الأفلام من هذا النوع .

وهناك أبطال يقومون بدورين في الفيلم دور البطل والراوي تجد صوته في الباك جروند يخبرك بمدى استيائه من أشياء ثم تجده هو في دور البطولة يقدم لك كل ما أخبرك أنه سيئ
فتجد تلك البطلة صوتها يحكي عن الموت والخوف من الحساب وسؤال الملكين وعن حرمانية سماع الأغاني......كلمات تعرفها أنت ولكنك تعجز عن نظمها كما نظمتها وألقتها على مسمعك بأسلوب مؤثر يجعلك أنت التي لا لك في أغاني ولا في اللبس الضيق يقشر بدنك من الخوف والخشوع وحين تشاهد فيلمها تجدها لا تفعل إلا ما كانت تقول عكسه ولا تلبس إلا ما كان صوتها يتعجب أن يلبسه الناس وأبطال حياتها هم ذاتهم نفس نوعية الأبطال التي كان صوتها يعيب على فيلم آخر أن يحوي مثل هؤلاء الأبطال وعلى مثل تلك الأحداث
وشاهدت أفلاما أبطالها يتقنون جميع الأدوار فالبطلة تتقن القيام بكل شئ تتقن دور الورع ودور المرح تتقن الحديث في الدين وتتقن الإخبار بأخبار الفنانين تتقن أن تعطيكي ملخص عن آخر الأخبار السياسية والدينية في العالم وتتقن أن تخبرك بآخر تتتطورات المسلسلات وحفلات ليالي التليفزيون وفي رأيي هذا ما يسمى بالتوهان
وشاهدت أفلاما أخرى تحفة أغرب من الخيال وأمتع من القصص البوليسية أفلام ذات جزئين في الجزء الأول يكون البطل فيها بطل بمعنى الكلمة في عيون كل من يعرفونه في كل مكان في حياته حتى من لا يشبهونه ولا تمت مبادئهم لمبادئ فيلمه بصلة حين يشاهدون فيلمه يعرفون أنه هو الصواب وهم المخطئين
والجزء الثاني بطل أيضا وكل من حوله في موقعه أيضا يقدرونه ولكنه بصفات عكس صفات البطولة التي قدمها لنا في الجزء الأول من فيلمه وبمبادئ كان في الجزء الأول ينتقدها ويسخر منها فهو يقوم بالدور الذي يليق بالمكان والزمان
وفي الحقيقة هو لم يكن بطلا قط لا في الجزء الأول ولا في الجزء الثاني إلا في عيون نفسه التي زينت له الخير حينما كان من حوله الأخيار وزينت له الشر حينما صار من حوله أشرار هدف فيلمه كن كما يحب أن يراك الآخرون
وهناك أفلام لا تحوي على أبطال فهم أنفسهم يعلمون أنهم ليسوا بأبطال ولا يتطلعون إلى دور البطولة قط لا في حياتهم ولا في أفلام غيرهم يكتفون بدور إنسان يعيش حياته
وفي فيلمي أنا رتبت القصة والهدف والأبطال وليساعدني الله في إنجازه وليساعدني على أن أكون بطلة في حياة من بالفعل قد صاروا أبطال حياتي أقصد فيلمي وليساعدنا على أن نسير على خطى من كانت حياتهم حياة بمعنى الكلمة ولا أريد الأوسكار ولا أتمنى أن أجد فيلمي في مهرجان كان ولا مهرجان لم يكن إنما أريد جائزة هي أعظم من الدنيا وما فيها أريد الجنة وأريد ظل عرش الرحمن
فأنا من سأوزع الأدوار سأسحب دور البطولة من أناس كادوا يخربون فيلمي وسأعطيه لمن نجحوا في إظهار قصة وهدف فيلمي ولا أدوار للكومبارس من أراد أن يكون في الفيلم فليكن بطلا أو ليشاهد الفيلم في هدوء
"سكوت هنعيش"

بقلم :مي جميل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق