اسمع معانا

[frame="7 80"][/frame]

الخميس، 3 ديسمبر 2009

اجعلني أختار من فضلك!!!


ذكريات الطفولة..أحلام لم يمسها اليأس بأصابعه الملوثة بدماء أحلام من سبقونا..أتذكر عندما كان عمري في الثالثة عشر تقريبا...عندما بدأنا أنا وصديقاتي في مثل عمري نستمع لتلك الكلمات التي كانت تخبرنا دوما أننا لابد أن يكون لدينا هدف..هدف نفكر به دوما ...ونسعى لتحقيقه ... ونرتب له أهداف صغرى على مراحل صغيرة...شئ داخلي أراد هدفا ما بشدة ...أراده وألح علي به إلحاحا...والغريب أن عمري الآن 21 عاما ولم أحقق هدفي هذا ...بل ولم أرتب له أهدافا صغيرة بل وتقريبا أنا لا أفعل شئ لأصل له ...ولكنه مع الأسف أو لحسن الحظ لا أدري ما زال يلح علي إلحاحا.

كنت أحلم أن أكون كاتبة ذات آراء مؤثرة في الحياة..ويكفيني أن أعلم يومها أن شابا أو فتاة قرأ كلامي فقال في نفسه عني أني أعبر عن حالهم أو عن أفكارهم...دائما أقول لنفسي أنه ما زالت أمامي تلك الفرصة سانحة وبقوة...وأتذكر الكاتب أحمد خالد توفيق وأنه في الأصل كان طبيبا ..لم يلتحق بكلية الإعلام أو الألسن أو آداب قسم صحافة...فما المشكلة إذن؟؟ بل هو لم يترك الطب لكي يتفرغ للكتابة وما زال يمارس مهنته.

عموما لست هنا لأتكلم عن أهدافي أو أحلامي ... لكني هنا لأصحح مفهوما.... لقد كنت أتمنى أن اكون كاتبة منذ الصغر وكنت بارعة في التعبير وكنت -زمااان- أحب القراءة،كنت شديدة التفوق في العلوم أيضا،لأنها أشياء تعتمد على العقل البحت أكثر،وفي لحظة من اللحظات وجدت أني أحلم بأن أكون طبيبة وأدخل كلية الطب...وصار هذا وكأنه الحلم الأبدي الذي خلقني الله من أجله وكأن العالم سيشفى من جميع الأمراض ّإذا سبق اسمي حرف الدال العظيم...لماذا ؟ لأن العائلة الكريمة تريد هذا ولأن الدكتور إنسان عظيم لا اعرف سبب عظمته وهو غالبا فقير معدوم إلا من شاب رأسه فعظم اسمه.....وفي يوم وجدت أبي قد علق لوحة على باب غرفتي كالتي تكون معلقة على عيادات الأطباء: د/مي جميل إخصائية أمراض نفسية وعصبية....وبغض النظر عن التفاصيل ...لم يحدث هذا ولله الحمد....والتحقت بتجارة قسم لغة إنجليزية.....ولكن ما زالت كلمة : "مش كان زمانك دكتورة" تجري خلفي وتلاحقني.

ليس الأمر أن هدفي ضاع..ولا أعيش حياة درامية وألقي باللوم على عاتق أحد..بل أنا مقتنعة جدا انه في يوم من الأيام سأخدم ديني وأن الله أعطاني مواهب لابد أن أستخدمها ورزقني صديقة صالحة تذكرني دوما أننا نعيش من أجل هدف عظيم..وأننا معا بعون الله سنحقق إنجازا عظيما .


لكني تعلمت شيئا أود لوأعلمه لمن يقرأ كلامي هذا قد يكون من وجهة نظري الداعية الإسلامية هو أفضل شخص في العالم .. أو أن المهندس هو أعظم إنسان في االكون....أو أن مهنة محاسب هي للأشخاص العباقرة...أيا كان هذه رؤيتي أنا عن الدنيا . هذا حلمي أنا لنفسي لا لغيري إن استطعت الوصول له فلله الحمد وإن لم أستطع فقد فقدت شيئا كباقي الأشياء التي نفقدها باستمرار في هذه الحياة...ليس معنى هذا أن أجعل ابني لا يرى في الكون حلما غيرحلمي أنا...ولا معناه أن أجعله يمشي وراء ثقافة المجتمع .... فماذا لو جاء علينا وقت يعظم في المجتمع تجار المخدرات....او كما الآن تكرم الراقصة فلانة...ويغتني النصاب فلان.

علموا أبناءكم أن يكون لهم هدف ... واعطوهم جرعة من الأخلاق تجعلهم يختارون ..يختارون أصدقاءهم..أهدافهم .. بل يختارون أنفسهم.
بقلم مي