على الفيس بوك تعرفت على الناس
رأيت من يدعي أنه يمتلك أروع إحساس
أديبا حزينا دامعا لا يفهمه الناس
دائما يكتب عن إنه مهموم(محتاس)
وكأنها مزايا يفخر بها ويظن أنها تعجب الناس
وهم يجاملونه لأنهم يعرفون أنه شخص لحوح وسواس
لو تجاهلوه لكتب بعد دقيقة أن كل من حوله لهم قلوب نسناس
ولو صفقوا له بحرارة لبكى قائلا:
لا أحب أن أكون مصدر شفقة يا ناس
ع الفيس بوك رأيت العجب
فتاة تتحدث عن الزواج بسبب وبلا سبب
وأخرى تفخر بأنها (إن ريلاشن شيب) متناسية أنها قلة أدب
وشخص ركيك الأسلوب يكتب كأنه ملك مفاتيح الفلسفة والأدب
لسبب ما صارت البلاغة هي الحزن والكلام عن الحب المعذب
من الفيس بوك عرفت أناسا كنت أظن أني بالفعل أعرفهم
عرفت كم كنت أجهلهم
فهم فجأة أعلنوا جرأتهم
أنا التي كنت أحس بينهم أني أشجعهم وأصخبهم
اكتشفت أني أكثرهم خجلا وأهدأهم
وآخرين لم أكن أعرفهم
لكني فخورة بما عرفته عنهم
هم من بين الناس أوسطهم
في الدين أرحمهم
في الضحك ما أروعهم
في الشدة كأيام غزة أغبطهم
أغبطهم على إيجابيتهم
الفيس بوك عالم آخر
من اكتفى بأن يتابع الآخرين في صمت واعر
ومن عرض كل حياته كاملة كأنه
في فيلم ساخر
ومن اكتفى بإظهار بعض المظاهر
ومن اعتدل وتوسط في حياء ساحر
أتعرفون؟لكل منا على الفيس بوك في عقول الباقيين شهرة
وأيا كانت شهرتي:ناقدة ،صدوقة،أو حتي(حمرة خضرة صفرة)
لا يهم مادام ليس من بين تلك الصفات للمنكر آمرة
ولا للمعاصي مذكرة
ولا بكلمات الأغاني حالمة حائرة
ولا أكتب عن أشياء غامضة أخجل أن يسألني أحد عنها فأتلجلج في حديثي مفسرة
ولا مغرورة مدعية إعوجاج لساني بإنجليزية ساحرة
ما أغرب هذا الفيس بوك!
بقلم: مي جميل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق