ذكريات الطفولة..أحلام لم يمسها اليأس بأصابعه الملوثة بدماء أحلام من سبقونا..أتذكر عندما كان عمري في الثالثة عشر تقريبا...عندما بدأنا أنا وصديقاتي في مثل عمري نستمع لتلك الكلمات التي كانت تخبرنا دوما أننا لابد أن يكون لدينا هدف..هدف نفكر به دوما ...ونسعى لتحقيقه ... ونرتب له أهداف صغرى على مراحل صغيرة...شئ داخلي أراد هدفا ما بشدة ...أراده وألح علي به إلحاحا...والغريب أن عمري الآن 21 عاما ولم أحقق هدفي هذا ...بل ولم أرتب له أهدافا صغيرة بل وتقريبا أنا لا أفعل شئ لأصل له ...ولكنه مع الأسف أو لحسن الحظ لا أدري ما زال يلح علي إلحاحا.
كنت أحلم أن أكون كاتبة ذات آراء مؤثرة في الحياة..ويكفيني أن أعلم يومها أن شابا أو فتاة قرأ كلامي فقال في نفسه عني أني أعبر عن حالهم أو عن أفكارهم...دائما أقول لنفسي أنه ما زالت أمامي تلك الفرصة سانحة وبقوة...وأتذكر الكاتب أحمد خالد توفيق وأنه في الأصل كان طبيبا ..لم يلتحق بكلية الإعلام أو الألسن أو آداب قسم صحافة...فما المشكلة إذن؟؟ بل هو لم يترك الطب لكي يتفرغ للكتابة وما زال يمارس مهنته.
عموما لست هنا لأتكلم عن أهدافي أو أحلامي ... لكني هنا لأصحح مفهوما.... لقد كنت أتمنى أن اكون كاتبة منذ الصغر وكنت بارعة في التعبير وكنت -زمااان- أحب القراءة،كنت شديدة التفوق في العلوم أيضا،لأنها أشياء تعتمد على العقل البحت أكثر،وفي لحظة من اللحظات وجدت أني أحلم بأن أكون طبيبة وأدخل كلية الطب...وصار هذا وكأنه الحلم الأبدي الذي خلقني الله من أجله وكأن العالم سيشفى من جميع الأمراض ّإذا سبق اسمي حرف الدال العظيم...لماذا ؟ لأن العائلة الكريمة تريد هذا ولأن الدكتور إنسان عظيم لا اعرف سبب عظمته وهو غالبا فقير معدوم إلا من شاب رأسه فعظم اسمه.....وفي يوم وجدت أبي قد علق لوحة على باب غرفتي كالتي تكون معلقة على عيادات الأطباء: د/مي جميل إخصائية أمراض نفسية وعصبية....وبغض النظر عن التفاصيل ...لم يحدث هذا ولله الحمد....والتحقت بتجارة قسم لغة إنجليزية.....ولكن ما زالت كلمة : "مش كان زمانك دكتورة" تجري خلفي وتلاحقني.
ليس الأمر أن هدفي ضاع..ولا أعيش حياة درامية وألقي باللوم على عاتق أحد..بل أنا مقتنعة جدا انه في يوم من الأيام سأخدم ديني وأن الله أعطاني مواهب لابد أن أستخدمها ورزقني صديقة صالحة تذكرني دوما أننا نعيش من أجل هدف عظيم..وأننا معا بعون الله سنحقق إنجازا عظيما .
لكني تعلمت شيئا أود لوأعلمه لمن يقرأ كلامي هذا قد يكون من وجهة نظري الداعية الإسلامية هو أفضل شخص في العالم .. أو أن المهندس هو أعظم إنسان في االكون....أو أن مهنة محاسب هي للأشخاص العباقرة...أيا كان هذه رؤيتي أنا عن الدنيا . هذا حلمي أنا لنفسي لا لغيري إن استطعت الوصول له فلله الحمد وإن لم أستطع فقد فقدت شيئا كباقي الأشياء التي نفقدها باستمرار في هذه الحياة...ليس معنى هذا أن أجعل ابني لا يرى في الكون حلما غيرحلمي أنا...ولا معناه أن أجعله يمشي وراء ثقافة المجتمع .... فماذا لو جاء علينا وقت يعظم في المجتمع تجار المخدرات....او كما الآن تكرم الراقصة فلانة...ويغتني النصاب فلان.
علموا أبناءكم أن يكون لهم هدف ... واعطوهم جرعة من الأخلاق تجعلهم يختارون ..يختارون أصدقاءهم..أهدافهم .. بل يختارون أنفسهم.
بقلم مي
احلام الانسان تتغير بمرور الزمن ولا تتوقف الا بموته، أنتي الآن عمرك 21 سنه وعندما تصلى الى عمر 30 سنه ستكتشفى أن أحلام الماضى القريب تبدلت وحلت مكانها أحلام وأمنيات أخرى، الاحلام والامنيات مرتبطة دائما بالواقع الذى نعيشه أى بالمكان والزمان والمجتمع الذى نعيش فيه ونتأثر بمعطياته.
ردحذفأحلامك في مجتمع مغلق متخلف بائس راكض تحت جبال من الخرافات ستؤثر على مسار حياتك لانك لن تستطيعى قيادة عقلك كما لو كنتى تعيشي فى مجتمع حر لا يقذفك بأحجار العادات والتقاليد البائسة! والدليل على صحة هذا الافكار التى تقفز فى ذهنك الآن وانتى تقرأى تعليقى، تأهبك للدفاع عن واقعك ونفسيرك للحرية بأنها لابد وأن تعنى الانفلات!
لو كنتى تتعاطي المخدرات فمن المؤكد أنك سعيده بها وشاكره لتجارها، وإن كنتى تتعاطي الدين فلا بد أنك تكرهى تجار المخدرات وتحترمى دعاة الدين، ولآن المخدرات أنواع وأشكال وأجواء وكلها تؤثر على العقل وقدراته فلن تسلم أحلامك من تأثيرها
تبقى أن نسأل ما جدوى الامال والاحلام؟ وهل يصح ان تكون الانانية هى المحرك والدافع؟
بالتأكيد الأحلام تتغير ولكن في رأيي أنها أحيانا لا تتبدل هي فقط تزيد ...كأن تحلم بأن تكون طبيبا ماهرا فتدخل كلية الطب...وقتها ستظل تحلم بأن تكون طبيبا ماهرا ولكن ستحلم أيضا بالتفوق في الكلية ...ثم قد تتزوج وتنجب أطفالا...ستظل تحلم بأن تكون طبيبا ماهرا وتربي أبناءك على أخلاق وتعليم جيد..ثم يزداد العبأ فستظل تحلم أن تزداد شهرة في الطب ويرتفع دخلك لأنك تحلم بأن توفر لابنك كذا وكذا كمثاال طبعا...
ردحذفلن أتأهب للدفاع عن واقعي... لأني لا أرى أن الحرية انفلات أو قلة حياء.... "أنت حر ما لم تضر" فأنت حر ما لم تضر غيرك ومجتمعك بل ونفسك... ثم أن حجة الواقع هي حجة الفاشل.... فحدودي في الحرية هي سماء الله التي هي أصلا الفطرة .... وغير ذلك قيود وهمية أو وقتية... تختلف باختلاف الأجيال ... واختلاف الحكام.
حتى تجار المخدرات في أعماقهم وحبهم لمهنتهم يعلمون أن الدين هو الصواب ... ليس الدين نوعا من المخدرات .... ثم ان من يتعاطى المخدرات في أعماقه كاره لتجار المخدرات ....حب المدمن لتاجر المخدرات ليس حبا ..بل هو فعل ممن سلبت أرادته وعقله ... أما من يحلم حلما نابع من دينه فهو به مقتنع وله عاشق ومن أجله يعيش راغبا في أن يكون على هذه الحال بإراته وعقله .ثم إن الهدف النابع من رغبة دينية يزداد كلما وصلت له ..أم المدمن فحلمه الوحيد الحصول على الجرعة التالية.
ثم أنه عندما يكون الهدف من أجل الله لن يتوقف بموتك .
عموما ربنا يوفقك ويكرمك وتبقى بمجال احسن
ردحذف