اسمع معانا

[frame="7 80"][/frame]

الجمعة، 23 يوليو 2010

فيروس


أنا كائن رقمي ..بعيد عن عالمكم كل البعد ...لكن أقرب مثال على تكويني هو فيروس الكومبيوتر
موطني االحقيقي في قصص الدكتور أحمد خالد توفيق في سلسلة اسمها
www
اقتبستني هذه الكاتبة في هذه المقالة الصغيرة لتستعين بتجاربي
أعيش حياتي أتنقل بين أجهزة الحاسبات الآلية لأشخاص وأحكي للقراء عن كل المغامرات التي أعيشها على هذه الأجهزة

لكني اليوم لم أعش مغامرة ممتعة كالعادة ..كنت قد تعودت أن أعيش في جهاز رجل يجهز لقنبلة ذرية ...أو أحد الشباب الذين يزورون مواقع للسحر وما وراء الطبيعة

لكن ما حدث اليوم يا سادة أني دخلت على جهاز لاب توب لفتاة يبدو أنها مسلمة من حجابها المحتشم..(صحيح أني كفيروس لا أفهم معنى دين ولكن يبدو أنه شئ يشبه أن أكون متخصصا في مجال معين الفيروس المخصص لأن يجعل الكمبيوتر بطيئ أو ما إلى ذلك)لكن دعوني أتحدث بلغاتكم وثقفاتكم

الجهاز مليئ بالصور الملتقطة بكاميرا رقمية مع الصديقات والعائلة وما إلى ذلك ،وهناك بعض الدروس لأحدهم يسمى عمرو خالد وآخر يدعى وجدي غنيم وبعض الأغاني الدينية

بثقافتكم ولغتكم أعتقد أن هذه فتاة متدينة ...لكني رأيت منها العجب فهي تظل يومان تستمع لتلك الدروس الدينية التي على الجهاز ..ثم بعد برهة تعود لتفتح مواقع تعرض مشاهد إباحية ... عرفت هذا لأن بعض القيروسات لا تعيش إلا في تلك الموقع (حقيقة)وهذه فيروسات تكون عندكم مثل بعض الأمراض التي لا يمرض بها إلا من ارتكب بعض الأفعال المحرمة ...هناك فيروسات تنزل على الجهاز من المواقع الإباحية وعندما يأتي المهندس ليصلح الجهاز يكتشف أن صاحب هذا الجهاز يدخل تلك المواقع تماما كالأمراض كما حكيت لكم

تظل صاحبتنا هذه وتدعى نرمين تشاهد طوال الليل هذه المشاهد ثم تقوم وأراها من خلال الكاميرا الديجيتال المثبتة في الجهاز تصلي صلاة يبدو أنها الفجر حسب ما أعتقد

ثم تعود للجهاز وتبحث في المواقع عن درس عن التوبة تسمعه وتظل تبكي تبكي حتى يغلبها النوم وهي تبكي...حقا لا أفهم ما مشكلتها في الحياة؟؟ فمثلا صديقي جوجل مختص في البحث لم يحدث مرة أن تجسس على الناس وجلس يبكي ندما على أنه لم يقم بما هو مطلوب منه ...ما زلت لا أفهم البشر

في اليوم التالي ظلت تمسك بالموس وتعبث به في ملل وكأنها لا تعرف ماذا تفعل الآن..ثم فتحت الماسنجر وظلت تتحدث مع إحدى صديقاتها على صديقتها الأخرى أمل وتقول لها أنها لا تطيقها وأن أمل قليلة الذوق تحرجها أمام الجميع بقلة ذوقها ويتضاحكان...بعد فترة وجدت أمل هذه (أون لاين) فراحت تحدثها بكل حب واشتياق وتخبرها أنها أعز صديقة لها في الوجود.

ثم بعدما أغلقت الماسنجر وجدتها مرة أخرى تحدث نفسها قائلة :"يا رب تبت أن أغتاب سامحني يا رب واغفر لي"كدت أجن منها لا أفهم ماذا تفعل بالظبط

بعد برهة دخلت على صديقي الفيس بوك الذي يعاني من هؤلاء البشر أكثر مني ألف مرة...وظلت تكتب أشياء لا أفهمها تسميها (أحاديث)يبدو أن قائلها شخص عظيم أعظم منكم جميعا فهو الإنسي الوحيد الذي أعلم أنه لم يفعل قط عكس ما كلفتم به وهذا هو الطبيعي في عالمنا

ظلت تكتب أحاديث عن غض البصر وهي تبكي ... ثم صمتت تبرهة وسمعتها تقول كلمات لا أفهمها ظلت تقول :أستغفر الله ..عددتها فإذا هي قد قالتها مئة مرة وتبسمت يبدو أن هذه الكلمات تجعلها ترتاح ..أو شئ من هذا القبيل.

العجيب أنها بعد أيام عادت تبحث عن نفس المشاهد المشينة ...ظلت تبحث عنها بحماس وظلت تشاهدها لأيام من دون بكاء .....ولكن بعد أسبوع وأنا أتابعها بملل وتكاد عيناي الرقميتان يغفلان من شدة الملل أفقت على صرختها قائلة :أنا قرفت من نفسي بأة ااااااااااااااااا
كدت أكتب لها على الشاشة أفزعتني أيتها المجنونة...لكني تراجعت فهذا كفيل بأن يسبب لها صدمة قلبية وتتوفى
وظلت تبكي بكاء حارا بنحيب عال ...وأغلقت الجهاز وأنا هنا على هذا الحال لمدة شهر ...فهي لم تفتح جهازها من ذلك الحين ...أتمنى فقط لو تفتحه فأستطيع أن أنتقل عن طريق النت لأي جهاز آخر أكثر متعة من تلك المصابة ب9877099877976 ذلك المرض اللعين الذي يشبه الانفصام في الشخصية لديكم وهو أن فجأة يقرر الفيروس لدينا أن يغير من طبيعة عمله
على أي حال أنا في انتظار أن تفتح الجهاز...وإلى ذلك الحين انا اعبث في ملفاتها واستمعت إلى قرآنكم ...بالمناسبة إنه أروع مما تعرفون
ألقاكم على خير.
بقلم: مي جميل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق